marmr7000 نائب المدير العام
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| |
marmr7000 نائب المدير العام
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 22/01/2010
| موضوع: رد: ما هو الوحي الصادق؟ الثلاثاء فبراير 02, 2010 11:34 am | |
| (2) لم يرد في كتاب الله أن نبياً كان له قرينٌ من الجنّ أو شيطان من الشياطين، فإن الشيطان لا يكون قريناً إلا لمن خلا من النعمة الإلهية! أما الذي فيه نعمة الله فيسكن فيه الروح القدس، فالإنجيل يقول لكل مؤمن: "جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ" (1كورنثوس 6: 19) فما بالك بأنبيائه؟ وهل يُعقل أن الله يأتمن من له قرين من الجن أو شيطان من الشياطين على كلمته الإلهية وإعلان إرادته للناس؟ (3) من تأمل التوراة والإنجيل رأى أن أنبياء الله منزَّهون عن الاعتقادات والخرافات الفاسدة، مؤيَّدون بالروح القدس، الذي كان يرشدهم إلى ما يقولون ويفعلون. لقد تهذَّب موسى النبي في أعظم مدارس مصر، التي انفردت بالعلوم في ذلك العصر. وكان بولس الرسول تلميذاً لأشهر أساتذة عصره. وبصرف النظر عن ذلك فكان الروح القدس هو الهادي لهم، فلا ينطقون إلا بإرادة الله، ولم تكن للشياطين والأبالسة سلطة عليهم في شيء، بل كان الأبالسة يجزعون منهم لأن قوة الله كانت فيهم. عدم تأكد محمد من وحيه ومن نظر في الأحاديث المحمدية، رأى أن محمداً كان غير متأكد من وحيه. ورد عن اسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير، أنه حدّث عن خديجة، إنها قالت لمحمد: أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم. فجاءه جبريل، فقال لها محمد: يا خديجة هذا جبريل قد جاءني . قالت: قم يا ابن عم فاجلس على فخذي . فقام فجلس على فخذها. فقالت: هل تراه؟ قال: نعم. قالت: فتحوَّل فاجلس في حجري. فتحوّل محمد فجلس في حجرها. قالت: هل تراه؟ قال: نعم. فألقت خِمارها، ومحمد جالس في حجرها، ثم قالت: هل تراه؟ قال: لا. قالت: يا ابن عم اثبُت وابشِر، فوالله إنه لملاك وما هذا بشيطان (السيرة النبوية ابن كثير باب كيفية إتيان الوحي). قال علماؤهم إن خديجة أزالت غطاء رأسها لتعلم هل هذا جبريل الذي كان يأتي الأنبياء قبله، أو هل هو الإغماء الناشيء عن لِمَّة الجن، فيكون محمد من الكهّان لا من الأنبياء. وقال محمد بسببه لخديجة: "لقد خشيتُ على نفسي" وقد أجمع علماؤهم على أنه كان يعتريه الإغماء وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن، كما كان يعتريه عند نزول الوحي عليه. فبسبب إزالتها غطاء رأسها عنها اختفى، فلم يعُدْ إلى أن أعادت غطاء رأسها عليه. فاستنتجت أن ما يعرض له هو الوحي، لأنّ الملاك لا يرى رأس المرأة المكشوف، بخلاف الجن! وهو استنتاج غريب. فهل ترَّبتْ خديجة بين الأنبياء، أو هل كان في عشيرتها نبيٌّ، تعتريه مثل هذه الحالة، فتقيس عليها حالة محمد؟ شروع محمد في الانتحار ومن الغرائب أن محمداً كاد ينتحر بأن يلقي بنفسه من أعلى الجبال. وفي رواية أنه "لما فتر الوحي عنه حزن حزناً شديداً حتى كان يغدو إلى جبل ثبير مرة، وإلى حراء مرة أخرى، يريد أن يلقي نفسه منه. فكلما وافى ذروة جبل منهما كي يلقي نفسه تبدّى له جبريل، فقال له: يا محمد أنت رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه وتقرّ عينه ويرجع" فإذا طالت عليه فترة انقطاع الوحي عاد لمثل ذلك (السيرة الحلبية باب بدء الوحي والقرآن المجيد لدَرْوَزة). واختلفوا في مدة هذه الفترة. وفي فتح الباري جزم ابن اسحق بأنها ثلاث سنين، وقال أبو القاسم السهيلي: جاء في بعض الأحاديث المسنَدة أن مدة هذه الفترة كانت سنتين ونصف سنة . وقال الحافظ السيوطي: "إنها كانت سنتين" . والظاهر أنه لما كان ينقطع المصدر الذي كان يقتطف منه بعض القصص التاريخية والروايات الكتابية والأحكام الشرعية كان يدَّعي بأن الملاك انقطع عنه، فإن محمداً كان يلتقط من أهل الكتاب كثيراً من أقوالهم. وكثيراً ما أفحمه أهل الكتاب من اليهود أو المسيحيين، فكان تارة يعجز عن مجاوبتهم، وأخرى يطلب منهم الإمهال إلى أن يتروّى ويتحرّى ويستفهم. والحاصل أن كيفية الوحي لمحمد كانت منافية لكيفية الوحي الحقيقي (1) كان إذا أتاه الوحي استلقى على ظهره. (2) كان يتوهم أن جبريل يأتيه في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وكان جميلاً وسيماً، إذا قَدِم لتجارةٍ خرجت النساء لتراه. (3) كان يأتيه مخاطباً له بصوت في مثل صلصلة الجرس. وقيل في الصلصلة المذكورة إنها صوت المَلَك بالوحي وقيل صوت المَلَك . (4) ادّعوا أنه كان يرى جبريل في صورته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، كل جناح منها يسدّ أفق السماء. (5) كاد أن يتردّى (أي يلقي بنفسه في مهواة). (6) كثيراً ما أفحمه أعداؤه فلم يجبهم بما يشفي غليلاً. وكثيراً ما أخذ مهلة للتروّي في كيفية الجواب وللاستفهام من أهل الكتاب. (راجع كيفية نزول الوحي في البخاري، ومسلم، والسيرة الحلبية، والبداية والنهاية، والإتقان في علوم القرآن ). الوحي الصادق أما وحي أنبياء الله الصادقين فهو غير ذلك، فكانوا أصحّاء في أجسادهم وعقولهم، لم يعجزوا عن توضيح الحقائق الإلهية لأن معلّمهم ومرشدهم هو الروح القدس. قال المسيح لرسله: "فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلَا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لِأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لِأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ" (متى 10: 19،20) "فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلَا تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ" (مرقس 13: 11) "لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لا يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا" (لوقا 21: 15). فهذا هو معنى الوحي الإلهي، وهو أن الله يرشد الرسل والأنبياء إلى ما يقولونه، وقد تمّ هذا القول مع الرسل، فوقفوا أمام الولاة والملوك وأذهلوهم بحكمتهم الإلهية الفائقة | |
|